عرض المقال
تويتات شجن قصصية
2013-10-17 الخميس
* حاول أن يغنى خانته حنجرته، حاول أن يبكى تحجر الدمع فى المآقى، حاول أن يسترجع صورتها تعطلت لديه خلايا اللهفة، لكنه رغم كل شىء ما زال لديه أمل ما دامت هى على الضفة الأخرى قادرة على الغناء.
* كان يحلم وهو طفل بلمس القمر واصطياد النجوم، حلم مراهقاً بمس الجسد وشهوة التمنى، حلم شاباً بهمس الحب ورغبة الامتلاك، أصيب عجوزاً بمس الجنون وحسرة الفقد ومرارة الاجترار.
* ظل يطارد الفأر بعصاه من جحر إلى زاوية إلى ممر، ظل يضرب لاهثاً وبكل قسوة، لكن ضرباته طاشت وضلت هدفها، انحشر الفأر فى ركن ووقع فى الفخ منكساً رأسه حاسر الذيل كسير النظرة، استرد الرجل أنفاسه وألقى عصاه ورحل.
* عندما أصيبت أمه بالخرس بسبب جلطة الدماغ أصابه جوع الكلام، كره لغة الإشارة، كان مصراً على تبادل الحوار وكانت دوماً تبكى لم تضحك إلا عندما احتضنها، أخيراً اكتشف لغة أخرى ولهجة مختلفة.
* اكتشف بعد سن الأربعين أنه لم يقبل جبين أبيه قط ولم يمسح دمعته أبداً ولم يربت على كتفه، اكتشف ضجره من نصائحه اكتشف أهميته فقط وهو يواريه التراب.
* وهو يحلق ذقنه فى المرآة حدق ملياً فوجد أنه ارتدى قناعاً طيلة حياته وعندما أراد أن يظهر بملامحه الحقيقية سرقت المرآة.
* كان يرقص دوماً على إيقاع دفوف الآخرين، كان يهتز حين يشير المايسترو الغامض بعصاه المدببة وعندما اشترى دفه وبدأ فى العزف كان جسده قد تخشب.
* احتفالاً بأول شعرة بيضاء قرر أن يتركها رغم نصائح الأصدقاء بنزعها، أشارت عليه صديقته بأن يصبغها حتى يحدث التجانس، قال لها التناقض هو الحياة.
* بحث فى أحراش البوص والغاب عما يصلح لصناعة ناى كان اللحن جاهزاً فى الدماغ والأصابع تدربت، جهز الناى وثقوبه، نفخ فيه، اختنق فى البكاء، ضاع اللحن وتيبس الناى.
* ظل مخلصاً لنصائح عائلته المتحفظة: «احتفظ بمسافة كافية بينك وبين الآخرين عامة والأخريات خاصة»، طبق النصيحة بكل ملليمتر فيها، عندما قرر الارتباط وعزم على الالتصاق والحميمية كان قد أدمن الوحدة.
* دوماً يستيقظ فجراً على كابوس أن شخصاً ما يخنقه لكنه عندما فكر ملياً لم يغضب فهو يخنق وهو يقظ، لكنه فى الحلم يحمد الله على نعمة الصحيان لكنه للأسف فى اليقظة لايصحو أبداً.
* قرر أن يتعلم السباحة بعد التحاق ابنته بالجامعة، قبلها صباحاً وهى تهبط السلم تتأبط كتبها بعد أن كرر على مسامعها محفوظات فرماناته التى دائما تبدأ بكلمة لا، مارس طقسه اليومى المحفوظ الذى يمارسه على مدى عام كامل، منذ أن قرر خوض المغامرة، ذهب إلى حمام السباحة وارتدى المايوه ووضع الكريم الواقى من الشمس وغطس فى الكرسى وغرق فى قراءة كتاب ضخم، عنوان الغلاف: «كيف تتعلم السباحة فى 24 ساعة؟».
* ظل متلهفاً على إجابة السؤال وحل اللغز: «لماذا أعشق السينما؟»، هل هى التسلية؟، هل هو الإغراء والجنس؟، هل هو حبس الأنفاس والترقب؟، أخيراً عرف الإجابة، السينما هى الظلام الوحيد الذى يرى فيه، يرى فيه نفسه بصدق ويكتشف الآخرين بجد ويختلس المتعة بدون إحساس بالذنب أو بالندم، نور النهار منحه البصر، ظلام السينما منحه البصيرة.